وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون
" من " في
من آية : للاستغراق ، وفي
من آيات ربهم : للتبعيض ، يعني ، وما يظهر لهم دليل قط من الأدلة التي يجب فيها النظر والاستدلال والاعتبار ، إلا كانوا عنه معرضين : تاركين للنظر لا يلتفتون إليه ولا يرفعون به رأسا ; لقلة خوفهم وتدبرهم للعواقب
فقد كذبوا : مردود على كلام محذوف ; كأنه قيل : أن كانوا معرضين عن
[ ص: 324 ] الآيات فقد كذبوا بما هو أعظم آية وأكبرها ، وهو الحق
لما جاءهم : يعني : القرآن الذي تحدوا به على تبالغهم في الفصاحة ، فعجزوا عنه
فسوف يأتيهم أنباء الشيء الذي
كانوا به يستهزئون : وهو " القرآن" ، أي : أخباره وأحواله ، بمعنى : سيعلمون بأي شيء استهزءوا ، وسيظهر لهم أنه لم يكن بموضع استهزاء ; وذلك عند إرسال العذاب عليهم في الدنيا أو يوم القيامة ، أو عند ظهور الإسلام ، وعلو كلمته .