قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون أرأيتكم : أخبروني ، والضمير الثاني لا محل له من الإعراب ; لأنك تقول : أرأيتك زيدا ، ما شأنه؟ فلو جعلت للكاف محلا ، لكنت كأنك تقول : أرأيت نفسك زيدا ما شأنه؟ وهو خلف من القول ، ومتعلق الاستخبار محذوف ، تقديره : إن أتاكم عذاب الله
أو أتتكم الساعة : من تدعون ، ثم بكتهم بقوله :
أغير الله تدعون ، بمعنى : أتخصون آلهتكم بالدعوة فيما هو عادتكم ، إذا أصابكم ضر ، أم تدعون الله دونها
بل إياه تدعون : بل تخصونه بالدعاء دون الآلهة
فيكشف ما تدعون إليه أي : ما تدعون إلى كشفه
إن شاء : إن أراد أن يتفضل عليكم ولم يكن مفسدة
وتنسون ما تشركون : وتتركون آلهتكم ، أو لا تذكرونها في ذلك الوقت ; لأن أذهانكم في ذلك الوقت مغمورة
[ ص: 345 ] بذكر ربكم وحده ; إذ هو القادر على كشف الضر دون غيره ، ويجوز أن يتعلق الاستخبار بقوله :
أغير الله تدعون ; كأنه قيل : أغير الله تدعون إن أتاكم عذاب الله .
فإن قلت : إن علقت الشرط به فما تصنع بقوله :
فيكشف ما تدعون إليه مع قوله :
أو أتتكم الساعة ، وقوارع الساعة لا تكشف عن المشركين؟
قلت : قد اشترط في الكشف المشيئة ، وهو قوله :
إن شاء ; إيذانا بأنه إن فعل ، كان له وجه من الحكمة ، إلا أنه لا يفعل لوجه آخر من الحكمة أرجح منه .