وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم فقل سلام عليكم : إما أن يكون أمرا بتبليغ سلام الله إليهم .
[ ص: 353 ] وإما أن يكون أمرا بأن يبدأهم بالسلام ; إكراما لهم ، وتطييبا لقلوبهم ; وكذلك قوله :
كتب ربكم على نفسه الرحمة من جملة ما يقول لهم ليسرهم ، ويبشرهم بسعة رحمة الله ، وقبوله التوبة منهم .
وقرئ : " إنه" ; فإنه بالكسر على الاستئناف ، كأن الرحمة استفسرت ، فقيل :
أنه من عمل منكم ، وبالفتح على الإبدال من الرحمة ، " بجهالة" : في موضع الحال ، أي : عمله وهو جاهل ، وفيه معنيان : أحدهما : أنه فاعل فعل الجهلة ; لأن من عمل ما يؤدي إلى الضرر في العاقبة ، وهو عالم بذلك أو ظان ، فهو من أهل السفه والجهل ، لا من أهل الحكمة والتدبير ; ومنه قول الشاعر : [من الطويل]
على أنها قالت عشية زرتها جهلت على عمد ولم تك جاهلا
والثاني : أنه جاهل بما يتعلق به من المكروه والمضرة ; ومن حق الحكيم ألا يقدم على شيء حتى يعلم حاله ، وكيفيته .
وقيل : إنها نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - حين أشار بإجابة الكفرة إلى ما سألوا ، ولم يعلم أنها مفسدة .