وهذا كتاب أنـزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون مبارك : كثير المنافع والفوائد
ولتنذر : معطوف على ما دل عليه صفة الكتاب ، كأنه قيل : أو أنزلناه للبركات ، وتصديق ما تقدمه من الكتب والإنذار ، وقرئ : " ولينذر " بالياء والتاء ، وسميت مكة :
أم القرى ; لأنها مكان أول بيت وضع للناس ، ولأنها قبلة أهل القرى كلها ومحجهم ، لأنها أعظم القرى شأنا لبعض المجاورين : [من الطويل]
فمن يلق في بعض القريات رحله فأم القرى ملقى رحالي ومنتابي
والذين يؤمنون بالآخرة : يصدقون بالعاقبة ويخافونها
يؤمنون : بهذا الكتاب ،
[ ص: 372 ] وذلك أن أصل الدين خوف العاقبة ، فمن خافها ، لم يزل به الخوف حتى يؤمن ، وخص الصلاة ; لأنها عماد الدين ، ومن حافظ عليها كانت لطفا في المحافظة على أخواتها .