وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون [ ص: 378 ] من فتح قاف المستقر ، كان المستودع اسم مكان مثله أو مصدرا ، ومن كسرها ، كان اسم فاعل والمستودع اسم مفعول ، والمعنى : " فلكم مستقر في الرحم" ، ومستودع في الصلب ، أو مستقر فوق الأرض ، ومستودع تحتها ، أو " فمنكم مستقر ومنكم مستودع" .
فإن قلت : لم قيل : " يعلمون " مع ذكر النجوم ، و “ يفقهون " مع ذكر إنشاء بني
آدم؟
قلت : كان إنشاء الإنس من نفس واحدة ، وتصريفهم بين أحوال مختلفة ألطف وأدق صنعة وتدبيرا ، فكان ذكر الفقه الذي هو استعمال فطنة وتدقيق نظر مطابقا له .