بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم بديع السماوات : من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها ; كقولك : فلان بديع الشعر ، أي : بديع شعره ، أو هو بديع في السموات والأرض ; كقولك : فلان ثبت الغدر ، أي : ثابت فيه ، والمعنى أنه عديم النظير والمثل فيها .
وقيل : "البديع" بمعنى : "المبدع" ، وارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أو هو مبتدأ وخبره
أنى يكون له ولد ، أو فاعل تعالى .
وقرئ : بالجر ; ردا على قوله :
وجعلوا لله أو على : "سبحانه " ، وبالنصب على المدح ، وفيه إبطال الولد من ثلاثة أوجه : أحدها : أن مبتدع السماوات والأرض ، وهي أجسام عظيمة ، لا يستقيم أن يوصف بالولادة ; لأن الولادة من صفات الأجسام ، ومخترع الأجسام لا يكون جسما حتى يكون والدا .
والثاني : أن الولادة لا تكون إلا بين زوجين من جنس واحد ، وهو متعال عن مجانس ، فلم يصح أن تكون له صاحبة ، فلم تصح الولادة .
والثالث : أنه ما من شيء إلا وهو خالقه والعالم به ، ومن كان بهذه الصفة كان غنيا عن كل شيء ، والولد إنما يطلبه المحتاج .
وقرئ : "ولم يكن له صاحبة" ، بالياء وإنما جاز للفصل ; كقوله : [من الوافر]
لقد ولد الأخيطل أم سوء .......................