وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون وليقولوا : جوابه محذوف تقديره وليقولوا "درست" تصرفها ، ومعنى : " درست " : قرأت وتعلمت .
وقرئ : " دارست " ، أي : "دارست العلماء" ، و “ درست" بمعنى : قدمت هذه الآيات وعفت ، كما قالوا : "أساطير الأولين" ، و “ درست" بضم الراء ، مبالغة في "درست" ، أي : اشتد دروسها ، و “ درست" - على البناء للمفعول - بمعنى : قرئت ، أو عفيت ، ودارست ، وفسروها : بدارست اليهود محمدا - صلى الله عليه وسلم - وجاز الإضمار ; لأن الشهرة بالدراسة كانت لليهود عندهم ، ويجوز أن يكون الفعل للآيات ، وهو لأهلها ، أي : دارس أهل الآيات ، وحملتها
محمدا ، وهم أهل الكتاب ، و “ درس" ; أي : درس
محمد ، "ودارسات" ، على : هي دارسات ، أي : قديمات ، أو ذات دروس ، كعيشة راضية .
فإن قلت : أي فرق بين اللامين في " ليقولوا " ، " ولنبينه "؟
قلت : الفرق بينهما : أن الأول مجاز ، والثانية حقيقة ; وذلك أن الآيات صرفت للتبيين ، ولم تصرف ليقولوا : دارست ; ولكن لأنه حصل هذا القول بتصريف الآيات ; كما حصل التبيين ، شبه به فسيق مساقه ، وقيل : ليقولوا كما قيل لنبينه .
[ ص: 385 ] فإن قلت : إلام يرجع الضمير في قوله : "ولنبينه " ؟
قلت : إلى الآيات ; لأنها في معنى القرآن ; كأنه قيل : و “ كذلك نصرف القرآن" ، أو إلى القرآن ، وإن لم يجر له ذكر ; لكونه معلوما أو إلى التبيين الذي هو مصدر الفعل ; كقولهم : ضربته زيدا ، ويجوز أن يراد فيمن قرأ : "درست ودارست" : درست الكتاب ودارسته ، فيرجع إلى الكتاب المقدر .