1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة الأنعام
  4. تفسير قوله تعالى قل لا أجد في مآ أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير
صفحة جزء
قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنـزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم

فإن قلت : كيف فصل بين بعض المعدود وبعضه ، ولم يوال بينه؟

قلت : قد وقع الفاصل بينهما ; اعتراضا غير أجنبي من المعدود ; وذلك أن الله - عز وجل - من على عباده بإنشاء الأنعام لمنافعهم وإباحتها لهم ، فاعترض بالاحتجاج على من حرمها ، والاحتجاج على من حرمها ; تأكيد وتسديد للتحليل ، والاعتراضات في الكلام لا تساق إلا للتوكيد في ما أوحي إلي : تنبيه على أن التحريم إنما يثبت بوحي الله - تعالى وشرعه ; لا بهوى الأنفس ، "محرما" : طعاما محرما من المطاعم التي حرمتموها إلا أن يكون ميتة : إلا أن يكون الشيء المحرم ميتة أو دما مسفوحا أي : مصبوبا سائلا ، كالدم في العروق ، لا كالكبد والطحال ، وقد رخص في دم العروق بعد الذبح أو فسقا : عطف على المنصوب قبله ، سمى ما أهل به لغير الله فسقا ; لتوغله في باب الفسق ، ومنه قوله تعالى : ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق [الأنعام : 121] [ ص: 407 ] و"أهل" : صفة له منصوبة المحل ، ويجوز أن يكون مفعولا له من أهل ، أي : أهل لغير الله به فسقا .

فإن قلت : فعلام تعطف : " أهل " ؟ وإلام يرجع الضمير في " به " على هذا القول ؟

قلت : يعطف على يكون ، ويرجع الضمير إلى ما يرجع إليه المستكن في يكون فمن اضطر : فمن دعته الضرورة إلى أكل شيء من هذه المحرمات غير باغ : على مضطر مثله تارك لمواساته ولا عاد : متجاوز قدر حاجته من تناوله فإن ربك غفور رحيم : لا يؤاخذه .

التالي السابق


الخدمات العلمية