[ ص: 421 ] سورة الأعراف
مكية ، غير ثمان آيات :
واسألهم عن القرية . . . إلى :
وإذ نتقنا الجبل . . .
وهي مائتان وست آيات [نزلت بعد ص]
بسم الله الرحمن الرحيم
المص كتاب أنـزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين كتاب : خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو كتاب ، و
أنزل إليك : صفة له ، والمراد بالكتاب السورة :
فلا يكن في صدرك حرج منه أي : شك منه ; كقوله :
فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك [يونس : 94] ، وسمى الشك حرجا ; لأن الشاك ضيق الصدر حرجه ، كما أن المتيقن منشرح الصدر منفسحه ، أي : لا تشك في أنه منزل من الله ، ولا تحرج من تبليغه ; لأنه كان يخاف قومه ، وتكذيبهم له ، وإعراضهم عنه وأذاهم ، فكان يضيق صدره من الأداء ، ولا ينبسط له ، فأمنه الله ونهاه عن المبالاة بهم .
فإن قلت : بم تعلق قوله : " لتنذر"؟
[ ص: 422 ] قلت : بـ “ أنزل" ، أي : أنزل إليك لإنذارك به أو بالنهي ; لأنه إذا لم يخفهم أنذرهم ، وكذلك إذا أيقن أنه من عند الله شجعه اليقين على الإنذار ; لأن صاحب اليقين جسور متوكل على ربه ، متكل على عصمته .
فإن قلت فما محل ذكرى؟ قلت : يحتمل الحركات الثلاث ، النصب بإضمار فعلها ، كأنه قيل : لتنذر به وتذكر تذكيرا ; لأن الذكرى اسم بمعنى التذكير ، والرفع عطفا على كتاب ، أو بأنه خبر مبتدأ محذوف ، والجر للعطف على محل أن تنذر ، أي : للإنذار وللذكر .
فإن قلت : النهي في قوله : "فلا يكن" متوجه إلى الحرج فما وجهه؟
قلت : هو من قولهم : لا أرينك ههنا .