[ ص: 490 ] قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين آمنتم به : على الإخبار ، أي : فعلتم هذا الفعل الشنيع ، توبيخا لهم وتقريعا .
وقرئ : "أآمنتم" ، بحرف الاستفهام ، ومعناه : الإنكار ، والاستبعاد
إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة : إن صنعكم هذا لحيلة احتلتموها أنتم
وموسى في
مصر قبل أن تخرجوا إلى هذه الصحراء ، قد تواطأتم على ذلك لغرض لكم ، وهو أن تخرجوا منها القبط وتسكنوها بني إسرائيل ، وكان هذا الكلام من
فرعون ; تمويها على الناس لئلا يتبعوا السحرة في الإيمان ، وروي أن
موسى - عليه السلام - قال للساحر الأكبر : أتؤمن بي إن غلبتك؟ قال : لآتين بسحر لا يغلبه سحر ، وإن غلبتني لأومنن بك ،
وفرعون يسمع ، فلذلك قال ما قال
فسوف تعلمون : وعيد أجمله ثم فصله بقوله : "قطعن" ، وقرئ : "لأقطعن" بالتخفيف ، وكذلك : "ثم صلبنكم"
من خلاف : من كل شق طرفا ، وقيل : إن أول من قطع من خلاف وصلب
لفرعون .