إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم إنا أرسلناك : لأن تبشر وتنذر لا لتجبر على الإيمان، وهذه تسلية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتسرية عنه; لأنه كان يغتم ويضيق صدره لإصرارهم وتصميمهم على الكفر، ولا نسألك
عن أصحاب الجحيم ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بلغت وبلغت جهدك في دعوتهم كقوله:
فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب [الرعد: 40] وقرئ: (ولا تسأل) على النهي.
روي أنه قال: "ليت شعري ما فعل أبواي" فنهي عن السؤال عن أحوال الكفرة والاهتمام بأعداء الله، وقيل: معناه: تعظيم ما وقع فيه الكفار من العذاب، كما تقول: كيف فلان؟ سائلا عن الواقع في بلية، فيقال لك: لا تسأل عنه، ووجه التعظيم أن المستخبر يجزع أن يجري على لسانه ما هو فيه لفظاعته، فلا تسأله ولا تكلفه ما يضجره، وأنت يا مستخبر لا تقدر على استماع خبره لإيحاشه السامع وإضجاره، فلا تسأل، وتعضد القراءة الأولى قراءة
عبد الله : (ولن تسأل) وقراءة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي: (وما تسأل).