وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون
"أحد": مرتفع بفعل الشرط مضمرا يفسره الظاهر، تقديره: وإن استجارك أحد استجارك ولا يرتفع بالابتداء; لأن "إن" من عوامل الفعل لا تدخل على غيره . والمعنى: وإن جاءك أحد من المشركين بعد انقضاء الأشهر، لا عهد بينك وبينه ولا ميثاق،
[ ص: 15 ] فاستأمنك ليسمع ما تدعو إليه من التوحيد والقرآن، وتبين ما بعثت له فأمنه
حتى يسمع كلام الله : ويتدبره ويطلع على حقيقة الأمر،
ثم أبلغه : بعد ذلك داره التي يأمن فيها إن لم يسلم، ثم قاتله إن شئت من غير غدر ولا خيانة، وهذا الحكم ثابت في كل وقت، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن -رضي الله عنه-: هي محكمة إلى يوم القيامة . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : جاء رجل من المشركين إلى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي -رضي الله عنه - فقال: إن أراد الرجل منا أن يأتي
محمدا بعد انقضاء هذا الأجل يسمع كلام الله، أو يأتيه لحاجة قتل؟ قال: لا; لأن الله -تعالى- يقول:
وإن أحد من المشركين استجارك ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك -رضي الله عنهما-: هي منسوخة بقوله تعالى:
فاقتلوا المشركين [التوبة: 5] . "ذلك" : أي ذلك الأمر، يعني: الأمر بالإجارة في قوله: "فأجره" ، "بـ" سبب، "أنهم": قوم جهلة، "لا يعلمون": ما الإسلام وما حقيقة ما تدعو إليه، فلا بد من إعطائهم الأمان، حتى يسمعوا ويفهموا الحق .