أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا [ ص: 20 ] رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون
( أم ) : منقطعة، ومعنى الهمزة فيها التوبيخ على وجود الحسبان، والمعنى: أنكم لا تتركون على ما أنتم عليه، حتى يتبين الخلص منكم، وهم الذين جاهدوا في سبيل الله لوجه الله، ولم يتخذوا وليجة، أي: بطانة، من الذين يضادون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين -رضوان الله عليهم- "ولما" معناها: التوقع، وقد دلت على أن تبين ذلك، وإيضاحه متوقع كائن، وأن الذين لم يخلصوا دينهم لله يميز بينهم وبين المخلصين، وقوله:
ولم يتخذوا : معطوف على "جاهدوا"، داخل في حيز الصلة; كأنه قيل: ولما يعلم الله المجاهدين منكم والمخلصين غير المتخذين وليجة من دون الله، والوليجة: فعيلة من ولج، كالدخيلة من دخل، والمراد بنفي العلم: نفي المعلوم; كقول القائل: ما علم الله مني ما قيل في، يريد: ما وجد ذلك مني .