قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون
قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت (أتحاجونا): بإدغام النون، والمعنى: أتجادلوننا في شأن الله واصطفائه النبي من
العرب دونكم: وتقولون: لو أنزل الله على أحد لأنزل علينا، وترونكم أحق بالنبوة منا،
وهو ربنا وربكم : نشترك جميعا في أننا عباده، وهو ربنا، وهو يصيب برحمته وكرامته من يشاء من عباده، هم فوضى في ذلك لا يختص به عجمي دون عربي إذا كان أهلا للكرامة.
ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم يعني: أن العمل هو أساس الأمر وبه العبرة، وكما أن لكم أعمالا يعتبرها الله في إعطاء الكرامة ومنعها فنحن كذلك، ثم قال:
ونحن له مخلصون ، فجاء بما هو سبب الكرامة، أي ونحن له موحدون نخلصه بالإيمان فلا تستبعدوا أن يؤهل أهل إخلاصه لكرامته بالنبوة، وكانوا يقولون: نحن أحق بأن تكون النبوة فينا؛ لأنا أهل كتاب
والعرب عبدة أوثان،
أم تقولون : يحتمل فيمن قرأ بالتاء أن تكون أم معادلة للهمزة في "أتحاجوننا": بمعنى أي الأمرين تأتون؛ المحاجة في حكمة الله أم ادعاء اليهودية والنصرانية على الأنبياء؟ والمراد بالاستفهام عنهما إنكارهما معا، وأن تكون منقطعة بمعنى: بل أتقولون، والهمزة للإنكار أيضا، وفيمن قرأ بالياء لا تكون إلا منقطعة.
قل أأنتم أعلم أم الله يعني: أن الله شهد لهم بملة الإسلام في قوله:
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما [آل عمران : 67]
ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله أي: كتم شهادة الله التي عنده أنه شهد بها وهي شهادته
لإبراهيم بالحنيفية، ويحتمل معنيين: أحدهما أن أهل الكتاب لا أحد أظلم منهم; لأنهم كتموا هذه
[ ص: 337 ] الشهادة وهم عالمون بها، والثاني: أنا لو كتمنا هذه الشهادة لم يكن أحد أظلم منا فلا نكتمها، وفيه تعريض بكتمانهم شهادة الله
لمحمد - صلى الله عليه وسلم - بالنبوة في كتبهم وسائر شهاداته.
(ومن) في قوله:
شهادة عنده من الله : مثلها في قولك: هذه شهادة مني لفلان إذا شهدت له، ومثله:
براءة من الله ورسوله [التوبة: 1].