وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم المعذرون : من عذر في الأمر، إذا قصر فيه وتوانى ولم يجد، وحقيقته أنه يوهم أن له عذرا فيما يفعل; ولا عذر له، أو المعتذرون بإدغام التاء في الذال ونقل حركتها إلى العين، ويجوز في العربية كسر العين; لالتقاء الساكنين، وضمها لإتباع الميم، ولكن لم تثبت بهما قراءة، وهم الذين يعتذرون بالباطل، كقوله:
يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم ، وقرئ: "المعذرون" بالتخفيف، وهو الذي يجتهد في العذر ويحتشد فيه. قيل: هم
أسد، وغطفان. قالوا: إن لنا عيالا، وإن بنا جهدا فائذن لنا في التخلف. وقيل: هم
رهط عامر بن الطفيل ، قالوا: إن غزونا معك أغارت أعراب طي على أهالينا ومواشينا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "سيغنيني الله عنكم" . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : نفر من
غفار، اعتذروا فلم يعذرهم الله تعالى، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : اعتذروا بالكذب، وقرئ: "المعذرون" بتشديد العين والذال، من تعذر بمعنى: اعتذر، وهذا غير صحيح; لأن التاء لا تدغم في العين إدغامها في الطاء والزاي والصاد، في المطوعين، وأزكى وأصدق . وقيل: أريد المعتذرون بالصحة، وبه
[ ص: 81 ] فسر المعذرون والمعذرون، على قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس -رضي الله عنه-: الذين لم يفرطوا في العذر،
وقعد الذين كذبوا الله ورسوله : هم منافقو الأعراب الذين لم يجيؤوا ولم يعتذروا، وظهر بذلك أنهم كذبوا الله ورسوله في ادعائهم الإيمان. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي: "كذبوا" بالتشديد،
سيصيب الذين كفروا منهم : من الأعراب،
عذاب أليم : في الدنيا بالقتل، وفي الآخرة بالنار .