إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم
مثل الله إثابتهم بالجنة على بذلهم أنفسهم وأموالهم في سبيله بالشروى، وروي: تاجرهم فأغلى لهم الثمن، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر -رضي الله عنه- فجعل لهم الصفقتين جميعا، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: أنفسا هو خلقها وأموالا هو رزقها، وروي
nindex.php?page=hadith&LINKID=888252أن الأنصار حين بايعوه على العقبة، قال nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة : اشترط لربك ولنفسك ما شئت، قال: أشترط لربي: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي: أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم، قال: فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال: لكم الجنة، قالوا: ربح البيع، لا نقيل ولا نستقيل، ومر برسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعرابي وهو يقرؤها فقال: كلام من؟ قال: كلام الله . قال: بيع الله مربح، لا نقيله ولا نستقيله، فخرج إلى الغزو فاستشهد، يقاتلون : فيه معنى
[ ص: 97 ] الأمر، كقوله:
وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم [الصف: 11 ] . وقرئ: "فيقتلون" و "يقتلون" على بناء الأول للفاعل، والثاني للمفعول، وعلى العكس،
وعدا : مصدر مؤكد . أخبر بأن هذا الوعد الذي وعده للمجاهدين في سبيله وعد ثابت قد أثبته،
في التوراة والإنجيل كما أثبته في القرآن، ثم قال:
ومن أوفى بعهده من الله ; لأن إخلاف الميعاد قبيح لا يقدم عليه الكرام من الخلق مع جوازه عليهم لحاجتهم، فكيف بالغني الذي لا يجوز عليه القبيح قط، ولا ترى ترغيبا في الجهاد أحسن منه وأبلغ .