يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن [ ص: 109 ] الله مع المتقين يلونكم : يقربون منكم، والقتال واجب مع كافة الكفرة قريبهم وبعيدهم، ولكن الأقرب فالأقرب أوجب; ونظيره:
وأنذر عشيرتك الأقربين [الشعراء: 214]، وقد حارب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قومه، ثم غيرهم من عرب
الحجاز، ثم غزا
الشام. وقيل: هم
قريظة، والنضير، وفدك، وخيبر. وقيل:
الروم، لأنهم كانوا يسكنون
الشام، والشام أقرب إلى
المدينة من
العراق وغيره، وهكذا المفروض على أهل كل ناحية أن يقاتلوا من وليهم، ما لم يضطر إليهم أهل ناحية أخرى. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر -رضي الله عنه- أنه سئل عن قتال
الديلم؟ فقال: عليك
بالروم. وقرئ: "غلظة" بالحركات الثلاث، فالغلظة كالشدة، والغلظة كالضغطة، والغلظة كالسخطة، ونحوه،
واغلظ عليهم [التحريم: 9]،
ولا تهنوا [آل عمران : 139]، وهو يجمع الجرأة والصبر على القتال وشدة العداوة، والعنف في القتل والأسر، ومنه:
ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله [النور: 2] .
مع المتقين : ينصر من اتقاه فلم يترأف على عدوه .