أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم [ ص: 110 ] يذكرون وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون
قرئ: "أو لا يرون" بالياء والتاء،
يفتنون : يبتلون بالمرض، والقحط، وغيرهما من بلاء الله ثم لا ينتهون، ولا يتوبون عن نفاقهم، ولا يذكرون، ولا يعتبرون، ولا ينظرون في أمرهم، أو يبتلون في الجهاد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعاينون أمره، وما ينزل الله عليه من نصرته، وتأييده، أو يفتنهم الشيطان، فيكذبون، وينقضون العهود مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقتلهم وينكل بهم، ثم لا ينزجرون،
نظر بعضهم إلى بعض : تغامزوا بالعيون إنكارا للوحي، وسخرية به قائلين:
هل يراكم من أحد من المسلمين لننصرف، فإنا لا نصبر على استماعه ويغلبنا الضحك، فنخاف الافتضاح بينهم، أو ترامقوا يتشاورون في تدبير الخروج والانسلال لواذا يقولون: هل يراكم من أحد، وقيل: معناه: إذا ما أنزلت سورة في عيب المنافقين
صرف الله قلوبهم : دعاء عليهم بالخذلان وبصرف قلوبهم عما في قلوب أهل الإيمان من الانشراح،
بأنهم : بسبب أنهم
قوم لا يفقهون : لا يتدبرون حتى يفقهوا .