[ ص: 123 ] ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ما لا يضرهم ولا ينفعهم : الأوثان التي هي جماد لا تقدر على نفع ولا ضر، وقيل: إن عبدوها لن تنفعهم، وإن تركوا عبادتها لم تضرهم، ومن حق المعبود أن يكون مثيبا على الطاعة، معاقبا على المعصية، وكان أهل
الطائف: يعبدون اللات، وأهل
مكة: العزى، ومناة، وهبل، وأسافا، ونائلة، "و": كانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله : وعن
النضر بن الحارث : إذا كان يوم القيامة شفعت لي اللات والعزى،
أتنبئون الله بما لا يعلم : أتخبرونه بكونكم شفعاء عنده، وهو إنباء بما ليس بالمعلوم لله، وإذا لم يكن معلوما له وهو العالم بالذات المحيط بجميع المعلومات، لم يكن شيئا، لأن الشيء ما يعلم ويخبر عنه، فكان خبرا ليس له مخبر عنه .
فإن قلت: كيف أنبأوا الله بذلك ؟
قلت: هو تهكم بهم وبما ادعوه من المحال الذي هو شفاعة الأصنام، وإعلام بأن الذي أنبؤوا به باطل غير منطو تحت الصحة، فكأنهم يخبرونه بشيء لا يتعلق به علمه كما يخبر الرجل الرجل بما لا يعلمه، وقرئ: "أتنبئون" بالتخفيف، وقوله:
في السماوات ولا في الأرض تأكيد لنفيه; لأن ما لم يوجد فيهما فهو منتف معدوم، ( تشركون ) : قرئ بالتاء والياء، وما: موصولة أو مصدرية، أي: عن الشركاء الذين يشركونهم به أو عن إشراكهم .