[ ص: 147 ] ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين إلا ساعة من النهار : يستقربون وقت لبثهم في الدنيا، وقيل: في القبور لهول ما يرون،
يتعارفون بينهم : يعرف بعضهم بعضا، كأنهم لم يتفارقوا إلا قليلا، وذلك عند خروجهم من القبور ثم ينقطع التعارف بينهم; لشدة الأمر عليهم .
فإن قلت: "كأن لم يلبثوا" و "يتعارفون" كيف موقعهما ؟
قلت: أما الأولى: فحال من "هم"، أي: يحشرهم مشبهين بمن لم يلبث إلا ساعة، وأما الثانية: فإما أن تتعلق بالظرف، وإما أن تكون مبينة، لقوله: "كأن لم يلبثوا إلا ساعة"; لأن التعارف لا يبقى مع طول العهد وينقلب تناكرا،
قد خسر : على إرادة القول، أي: يتعارفون بينهم قائلين ذلك، أو هي شهادة من الله -تعالى- على خسرانهم، والمعنى: أنهم وضعوا في تجارتهم وبيعهم الإيمان بالكفر،
وما كانوا مهتدين : للتجارة عارفين بها، وهو استئناف فيه معنى التعجب، كأنه قيل: ما أخسرهم! .