ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين من بعده : من بعد
نوح، رسلا إلى قومهم : يعني:
هودا وصالحا وإبراهيم ولوطا وشعيبا، فجاءوهم بالبينات : بالحجج الواضحة المثبتة لدعواهم،
فما كانوا ليؤمنوا : فما كان إيمانهم إلا ممتنعا كالمحال لشدة شكيمتهم في الكفر وتصميمهم عليه،
بما كذبوا به من قبل : يريد أنهم كانوا قبل بعثة الرسل أهل جاهلية مكذبين بالحق، فما وقع فصل بين حالتهم بعد بعثة الرسل وقبلها، كأن لم يبعث إليهم أحد،
كذلك نطبع : مثل ذلك الطبع المحكم نطبع،
على قلوب المعتدين : والطبع جار مجرى الكناية عن عنادهم ولجاجهم، لأن الخذلان يتبعه; ألا ترى كيف أسند إليهم الاعتداء ووصفهم به.