قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم
وقرئ: "يا
نوح اهبط" بضم الباء،
بسلام منا : مسلما محفوظا من جهتنا، أو مسلما عليك مكرما،
وبركات عليك : ومباركا عليك، والبركات الخيرات النامية، وقرئ: "وبركة" على التوحيد،
وعلى أمم ممن معك : يحتمل أن تكون "من" للبيان، فيراد الأمم الذين كانوا معه في السفينة; لأنهم كانوا جماعات، أو قيل لهم أمم، لأن الأمم تتشعب منهم، وأن تكون لإبداء الغاية، أي: على أمم ناشئة ممن معك، وهي الأمم إلى آخر الدهر وهو الوجه، وقوله:
وأمم : رفع بالابتداء، و
سنمتعهم : صفة، والخبر محذوف تقديره: وممن معك أمم سنمتعهم، وإنما حذف، لأن قوله: "ممن معك" يدل عليه، والمعنى: أن السلام منا، والبركات عليك وعلى أمم مؤمنين ينشؤون ممن معك، وممن معك أمم ممتعون بالدنيا منقلبون إلى النار، وكان
نوح -عليه السلام- أبا الأنبياء، والخلق بعد الطوفان منه، وممن كان معه في السفينة، وعن
كعب بن محمد القرظي : دخل في ذلك السلام كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة، وفيما بعده من المتاع والعذاب كل كافر، وعن
ابن زيد : هبطوا والله عنهم راض ثم أخرج منهم نسلا، منهم من رحم، ومنهم من عذب، وقيل: المراد بالأمم الممتعة: قوم
هود، وصالح، ولوط، وشعيب .