ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ والذين آمنوا معه : قيل: كانوا أربعة آلاف .
فإن قلت: ما معنى تكرير التنجية ؟
قلت: ذكر أولا أنه حين أهلك عدوهم، نجاهم، ثم قال:
ونجيناهم من عذاب غليظ على معنى: وكانت تلك التنجية من عذاب غليظ، وذلك أن الله -عز وجل- بعث عليهم السموم، فكانت تدخل في أنوفهم، وتخرج من أدبارهم، فتقطعهم عضوا عضوا، وقيل: أراد بالثانية: التنجية من عذاب الآخرة، ولا عذاب أغلظ منه وأشد، وقوله: "برحمة منا"، يريد: بسبب الإيمان الذي أنعمنا عليهم بالتوفيق له .