قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون قال يا قوم أرأيتم أخبروني .
إن كنت على بينة من ربي حجة شاهدة بصحة دعواي .
وآتاني رحمة من عنده بإيتاء البينة أو النبوة .
فعميت عليكم فخفيت عليكم فلم تهدكم وتوحيد الضمير لأن البينة في نفسها هي الرحمة ، أو لأن خفاءها يوجب خفاء النبوة ، أو على تقدير فعميت بعد البينة وحذفها للاختصار أو لأنه لكل واحدة منهما . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص فعميت أي أخفيت . وقرئ « فعماها » على أن الفعل لله .
أنلزمكموها أنكرهكم على الاهتداء بها .
وأنتم لها كارهون لا تختارونها ولا تتأملون فيها ، وحيث اجتمع ضميران وليس أحدهما مرفوعا وقدم الأعرف منهما جاز في الثاني الفصل والوصل .
ويا قوم لا أسألكم عليه على التبليغ وهو وإن لم يذكر فمعلوم مما ذكر .
مالا جعلا
إن أجري إلا على الله فإنه المأمول منه .
وما أنا بطارد الذين آمنوا جواب لهم حين سألوا طردهم .
إنهم ملاقو ربهم فيخاصمون طاردهم عنده ، أو أنهم يلاقونه ويفوزون بقربه فكيف أطردهم .
ولكني أراكم قوما تجهلون بلقاء ربكم أو بأقدارهم أو في التماس طردهم ، أو تتسفهون عليهم بأن تدعوهم أراذل .