وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة لأنهم كانوا ذوي جمال وأبهة مشتهرين في
مصر بالقربة والكرامة عند الملك ، فخاف عليهم أن يدخلوا كوكبة واحدة فيعانوا ، ولعله لم يوصهم بذلك في الكرة الأولى لأنهم كانوا مجهولين حينئذ ، أو كان الداعي إليها خوفه على
بنيامين . وللنفس آثار منها العين والذي يدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في عوذته «
nindex.php?page=hadith&LINKID=653120اللهم إني أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة » .
وما أغني عنكم من الله من شيء مما قضى عليكم بما أشرت به إليكم فإن الحذر لا يمنع القدر .
إن الحكم إلا لله يصيبكم لا محالة إن قضى عليكم سوءا ولا ينفعكم ذلك .
عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون جمع بين الحرفين في عطف الجملة على الجملة لتقدم الصلة للاختصاص كأن الواو للعطف والفاء لإفادة التسبب ، فإن فعل الأنبياء سبب لأن يقتدى بهم .
ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم أي من أبواب متفرقة في البلد .
ما كان يغني عنهم رأي
يعقوب واتباعهم له .
من الله من شيء مما قضاه عليهم كما قال
يعقوب عليه السلام . فسرقوا وأخذ
بنيامين بوجدان الصواع في رحله وتضاعفت المصيبة على
يعقوب .
إلا حاجة في نفس يعقوب استثناء منقطع أي ولكن حاجة في نفسه ، يعني شفقته عليهم وحرازته من أن يعانوا .
قضاها أظهرها ووصى بها .
وإنه لذو علم لما علمناه بالوحي ونصب الحجج ، ولذلك قال
وما أغني عنكم من الله من شيء ولم يغتر بتدبيره .
ولكن أكثر الناس لا يعلمون سر القدر وأنه لا يغني عنه الحذر .