وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا يريد به البلد، أو المكان.
بلدا آمنا ذا أمن كقوله تعالى
في عيشة راضية . أو آمنا أهله كقولك: ليل نائم
وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر أبدل من
من آمن أهله بدل البعض للتخصيص
قال ومن كفر عطف على
آمن والمعنى وارزق من كفر، قاس
إبراهيم عليه الصلاة والسلام الرزق على الإمامة، فنبه سبحانه على أن الرزق رحمة دنيوية تعم المؤمن والكافر، بخلاف الإمامة والتقدم في الدين. أو مبتدأ متضمن معنى الشرط
فأمتعه قليلا خبره، والكفر وإن لم يكن سببا للتمتيع لكنه سبب لتقليله، بأن يجعله مقصورا بحظوظ الدنيا غير متوسل به إلى نيل الثواب، ولذلك عطف عليه
ثم أضطره إلى عذاب النار أي ألزه إليه لز المضطر لكفره وتضييعه ما متعته به من النعم، وقليلا نصب على المصدر أو الظرف. وقرئ بلفظ الأمر فيهما على أنه من دعاء
إبراهيم وفي قال ضميره. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر فأمتعه من أمتع. وقرئ « فنمتعه » ثم نضطره، و « إضطره » بكسر الهمزة على لغة من يكسر حروف المضارعة، و « أطره » بإدغام الضاد وهو ضعيف لأن حروف « ضم شفر » يدغم فيها ما يجاورها دون العكس.
وبئس المصير المخصوص بالذم محذوف، وهو العذاب.