ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا تحية وتكرمة له فإن السجود كان عندهم يجري مجراها .
وقيل معناه خروا لأجله سجدا لله شكرا . وقيل الضمير لله تعالى والواو لأبويه وإخوته والرفع مؤخر عن الخرور وإن قدم لفظا للاهتمام بتعظيمه لهما .
وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل التي رأيتها أيام الصبا .
قد جعلها ربي حقا صدقا .
وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن ولم يذكر الجب لئلا يكون تثريبا عليهم .
وجاء بكم من البدو من البادية لأنهم كانوا أصحاب المواشي وأهل البدو .
من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي أفسد بيننا وحرش ، من نزغ الرائض الدابة إذا نخسها وحملها على الجري .
إن ربي لطيف لما يشاء لطيف التدبير له إذ ما من صعب إلا وتنفذ فيه مشيئته ويتسهل دونها .
إنه هو العليم بوجود المصالح والتدابير .
الحكيم الذي يفعل كل شيء في وقته وعلى وجه يقتضي الحكمة .
روي : أن
يوسف طاف بأبيه عليهما الصلاة والسلام في خزائنه فلما أدخله خزانة القراطيس قال : يا بني ما أعقك عندك هذه القراطيس وما كتبت إلي على ثمان مراحل قال : أمرني
جبريل عليه السلام قال : أوما تسأله قال : أنت أبسط مني إليه فاسأله فقال
جبريل : الله أمرني بذلك . لقولك :
وأخاف أن يأكله الذئب قال فهلا خفتني .