قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون [ ص: 195 ] قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده سلموا مشاركتهم في الجنس وجعلوا الموجب لاختصاصهم بالنبوة فضل الله ومنه عليهم ، وفيه دليل على أن النبوة عطائية وأن ترجيح بعض الجائزات على بعض بمشيئة الله تعالى .
وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله أي ليس إلينا الإتيان بالآيات ولا تستبد به استطاعتنا حتى نأتي بما اقترحتموه ، وإنما هو أمر يتعلق بمشيئة الله تعالى فيخص كل نبي بنوع من الآيات .
وعلى الله فليتوكل المؤمنون فلنتوكل عليه في الصبر على معاندتكم ومعاداتكم ، عمموا الأمر للشعار بما يوجب التوكل وقصدوا به أنفسهم قصدا أوليا ألا ترى قوله تعالى :
وما لنا ألا نتوكل على الله أي : أي عذر لنا في أن لا نتوكل عليه .
وقد هدانا سبلنا التي بها نعرفه ونعلم أن الأمور كلها بيده . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بالتخفيف ها هنا وفي « العنكبوت » .
ولنصبرن على ما آذيتمونا جواب قسم محذوف أكدوا به توكلهم وعدم مبالاتهم بما يجري من الكفار عليهم .
وعلى الله فليتوكل المتوكلون فليثبت المتوكلون على ما استحدثوه من توكلهم المسبب عن إيمانهم .