ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمراد به تثبيته على ما هو عليه من أنه تعالى مطلع على أحوالهم وأفعالهم لا يخفى عليه خافية ، والوعيد بأنه معاقبهم على قليله وكثيره لا محالة ، أو لكل من توهم غفلته جهلا بصفاته واغترارا بإمهاله . وقيل إنه تسلية للمظلوم وتهديد للظالم .
إنما يؤخرهم يؤخر عذابهم وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو بالنون .
ليوم تشخص فيه الأبصار أي تشخص فيه أبصارهم فلا تقر في أماكنها من هول ما ترى .
مهطعين أي مسرعين إلى الداعي ، أو مقبلين بأبصارهم لا يطرفون هيبة وخوفا ، وأصل الكلمة هو الإقبال على الشيء .
مقنعي رءوسهم رافعيها .
لا يرتد إليهم طرفهم بل تثبت عيونهم شاخصة لا تطرف ، أو لا يرجع إليهم نظرهم فينظروا إلى أنفسهم .
وأفئدتهم هواء خلاء أي خالية عن الفهم لفرط الحيرة والدهشة ، ومنه يقال للأحمق وللجبان قلبه هواء أي لا رأي فيه ولا قوة قال
nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير :
من الظلمان جؤجؤه هواء
وقيل خالية عن الخير خاوية عن الحق .