كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين كذلك نسلكه ندخله .
في قلوب المجرمين والسلك إدخال الشيء في الشيء كالخيط في المخيط ، والرمح في المطعون والضمير للاستهزاء . وفيه دليل على أن الله يوجد الباطل في قلوبهم . وقيل لـ
الذكر فإن الضمير الآخر في قوله :
لا يؤمنون به له وهو حال من هذا الضمير ، والمعنى مثل ذلك السلك نسلك الذكر في قلوب المجرمين مكذبا غير مؤمن به ، أو بيان للجملة المتضمنة له ، وهذا الاحتجاج ضعيف إذ لا يلزم من تعاقب
[ ص: 208 ] الضمائر توافقها في المرجوع إليه ولا يتعين أن تكون الجملة حالا من الضمير لجواز أن تكون حالا من المجرمين ، ولا ينافي كونها مفسرة للمعنى الأول بل يقويه .
وقد خلت سنة الأولين أي سنة الله فيهم بأن خذلهم وسلك الكفر في قلوبهم ، أو بإهلاك من كذب الرسل منهم فيكون وعيدا لأهل
مكة .