والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون والأنعام الإبل والبقر والغنم وانتصابها بمضمر يفسره .
خلقها لكم أو بالعطف على الإنسان ، وخلقها لكم بيان ما خلقت لأجله وما بعده تفصيل له .
فيها دفء ما يدفأ به فيقي البرد .
ومنافع نسلها ودرها وظهورها ، وإنما عبر عنها بالمنافع ليتناول عوضها .
ومنها تأكلون أي تأكلون ما يؤكل منها من اللحوم والشحوم والألبان ، وتقديم الظرف للمحافظة على رؤوس الآي ، أو لأن الأكل منها هو المعتاد المعتمد عليه في المعاش ، وأما الأكل من سائر الحيوانات المأكولة فعلى سبيل التداوي أو التفكه .
ولكم فيها جمال زينة .
حين تريحون تردونها من مراعيها إلى مراحها بالعشي .
وحين تسرحون تخرجونها بالغداة إلى المراعي فإن الأفنية تتزين بها في الوقتين ويجل أهلها في أعين الناظرين إليها ، وتقديم الإراحة لأن الجمال فيها أظهر فإنها تقبل ملأى البطون حافلة الضروع ، ثم تأوي إلى الحظائر حاضرة لأهلها . وقرئ « حينا » على أن
تريحون (وتسرحون) وصفان له بمعنى
تريحون فيه (وتسرحون) فيه .