وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون وما بكم من نعمة فمن الله أي وأي شيء اتصل بكم من نعمة فهو من الله ،
وما شرطية أو موصولة متضمنة معنى الشرط باعتبار الإخبار دون الحصول ، فإن استقرار النعمة بهم يكون سببا للإخبار بأنها من الله لا لحصولها منه .
ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون فما تتضرعون إلا إليه ، والجؤار رفع الصوت في الدعاء والاستغاثة .
[ ص: 230 ] ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم وهم كفاركم .
بربهم يشركون بعبادة غيره ، هذا إذا كان الخطاب عاما ، فإن كان خاصا بالمشركين كان من للبيان كأنه قال : إذا فريق وهم أنتم ، ويجوز أن تكون من للتبعيض على أن يعتبر بعضهم كقوله تعالى :
فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد .
ليكفروا بما آتيناهم من نعمة الكشف عنهم كأنهم قصدوا بشركهم كفران النعمة ، أو إنكار كونها من الله تعالى .
فتمتعوا أمر تهديد .
فسوف تعلمون أغلظ وعيده ، وقرئ (فيمتعوا) مبنيا للمفعول عطفا على
ليكفروا ، وعلى هذا جاز أن تكون اللام لام الأمر الوارد للتهديد والفاء للجواب .