ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ولا تقف ولا تتبع وقرئ « ولا تقف » من قاف أثره إذا قفاه ومنه القافة .
ما ليس لك به علم ما لم يتعلق به علمك تقليدا أو رجما بالغيب ، واحتج به من منع اتباع الظن وجوابه أن المراد بالعلم هو الاعتقاد الراجح المستفاد من سند ، سواء كان قطعا أو ظنا واستعماله بهذا المعنى سائغ شائع . وقيل إنه مخصوص بالعقائد . وقيل بالرمي وشهادة الزور ويؤيده قوله عليه الصلاة والسلام «
من قفا مؤمنا بما ليس فيه حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج » . وقول
nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت :
ولا أرمي البريء بغير ذنب . . . ولا أقفو الحواصن إن قفينا
إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك أي كل هذه الأعضاء فأجراها مجرى العقلاء لما كانت مسؤولة عن أحوالها شاهدة على صاحبها ، هذا وإن (أولاء) وإن غلب في العقلاء لكنه من حيث إنه اسم جمع لذا وهو يعم القبيلين جاء لغيرهم كقوله :
والعيش بعد أولئك الأيام
.
كان عنه مسؤولا في ثلاثتها ضمير كل أي كان كل واحد منها مسؤولا عن نفسه ، يعني عما فعل به صاحبه ، ويجوز أن يكون الضمير في عنه لمصدر (لا تقف) أو لصاحب السمع والبصر . وقيل
مسؤولا مسند إلى
عنه كقوله تعالى :
غير المغضوب عليهم والمعنى يسأل صاحبه عنه ، وهو خطأ لأن الفاعل وما يقوم مقامه لا يتقدم ، وفيه دليل على أن العبد مؤاخذ بعزمه على المعصية . وقرئ
والفؤاد بقلب الهمزة واوا بعد الضمة ثم إبدالها بالفتح .