ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ولا تمش في الأرض مرحا أي ذا مرح وهو الاختيال . وقرئ
مرحا وهو باعتبار الحكم أبلغ وإن كان المصدر آكد من صريح النعت .
إنك لن تخرق الأرض لن تجعل فيها خرقا بشدة وطأتك .
ولن تبلغ الجبال طولا بتطاولك وهو تهكم بالمختال ، وتعليل للنهي بأن
الاختيال حماقة مجردة لا تعود بجدوى ليس في التذلل .
كل ذلك إشارة إلى الخصال الخمس والعشرين المذكورة . من قوله تعالى :
لا تجعل مع الله إلها آخر وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : أنها المكتوبة في ألواح
موسى عليه السلام .
كان سيئه يعني المنهي عنه فإن المذكورات مأمورات ومناه . وقرأ الحجازيان والبصريان
سيئه على أنها خبر كان والاسم ضمير
كل ، و
ذلك إشارة إلى ما نهى عنه خاصة وعلى هذا قوله :
عند ربك مكروها بدل من
سيئه أو صفة لها محمولة على المعنى ، فإنه بمعنى سيئا وقد قرئ به ، ويجوز أن ينتصب مكروها على الحال من المستكن في
كان أو في الظرف على أنه صفة
سيئه ، والمراد به المبغوض المقابل
[ ص: 256 ] للمرضى لا ما يقابل المراد لقيام القاطع على أن الحوادث كلها واقعة بإرادته تعالى .