ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ولولا أن ثبتناك ولولا تثبيتنا إياك .
لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا لقاربت أن تميل إلى اتباع مرادهم ، والمعنى أنك كنت على صدد الركون إليهم لقوة خدعهم وشدة احتيالهم لكن أدركتك عصمتنا فمنعت أن تقرب من الركون فضلا أن تركن إليهم ، وهو صريح في أنه عليه الصلاة والسلام ما هم بإجابتهم مع قوة الدواعي إليها ، ودليل على أن العصمة بتوفيق الله وحفظه .
إذا لأذقناك أي لو قاربت لأذقناك .
ضعف الحياة وضعف الممات أي عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ضعف ما نعذب به في الدارين بمثل هذا الفعل غيرك لأن خطأ الخطير أخطر ، وكان أصل الكلام عذابا ضعفا في الحياة وعذابا ضعفا في الممات بمعنى مضاعفا ، ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه ، ثم أضيفت كما يضاف موصوفها . وقيل الضعف من أسماء العذاب . وقيل المراد بـ
ضعف الحياة عذاب الآخرة
وضعف الممات عذاب القبر .
ثم لا تجد لك علينا نصيرا يدفع العذاب عنك .