وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا خصهم بالذكر وكرر الإنذار متعلقا بهم استعظاما لكفرهم ، وإنما لم يذكر المنذر به استغناء بتقدم ذكره .
ما لهم به من علم أي بالولد أو باتخاذه أو بالقول ، والمعنى أنهم يقولونه عن جهل مفرط وتوهم كاذب ، أو تقليد لما سمعوه من أوائلهم من غير علم بالمعنى الذي أرادوا به ، فإنهم كانوا يطلقون الأب والابن بمعنى المؤثر والأثر . أو بالله إذ لو علموه لما جوزوا نسبة الاتخاذ إليه .
ولا لآبائهم الذين تقولوه بمعنى
[ ص: 273 ] التبني .
كبرت كلمة عظمت مقالتهم هذه في الكفر لما فيها من التشبيه والتشريك ، وإيهام احتياجه تعالى إلى ولد يعينه ويخلفه إلى غير ذلك من الزيغ ، و
كلمة نصب على التمييز وقرئ بالرفع على الفاعلية والأول أبلغ وأدل على المقصود .
تخرج من أفواههم صفة لها تفيد استعظام اجترائهم على إخراجها من أفواههم ، والخارج بالذات هو الهواء الحامل لها . وقيل صفة محذوف هو المخصوص بالذم لأن كبر ها هنا بمعنى بئس وقرئ « كبرت » بالسكون مع الإشمام .
إن يقولون إلا كذبا .