واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا [ ص: 283 ] واضرب لهم مثل الحياة الدنيا واذكر لهم ما يشبه الحياة الدنيا في زهرتها وسرعة زوالها أو صفتها الغريبة .
كماء هي كماء ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا لـ (اضرب) على أنه بمعنى صير .
أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فالتفت بسببه وخالط بعضه بعضا من كثرته وتكاثفه ، أو نجع في النبات حتى روى ورف وعلى هذا كان حقه فاختلط بنبات الأرض لكنه لما كان كل من المختلطين موصوفا بصفة صاحبه عكس للمبالغة في كثرته .
فأصبح هشيما مهشوما مكسورا .
تذروه الرياح تفرقه ، وقرئ « تذريه » من أذرى والمشبه به ليس الماء ولا حاله بل الكيفية المنتزعة من الجملة ، وهي حال النبات المنبت بالماء يكون أخضر وارفا ثم هشيما تطيره الرياح فيصير كأن لم يكن .
وكان الله على كل شيء من الإنشاء والإفناء .
مقتدرا قادرا .