وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا وإذ قال موسى مقدر باذكر .
لفتاه يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف عليهم الصلاة والسلام فإنه كان يخدمه ويتبعه ولذلك سماه فتاه وقيل لعبده .
لا أبرح أي لا أزال أسير فحذف الخبر لدلالة حاله وهو السفر وقوله :
حتى أبلغ مجمع البحرين من حيث إنها تستدعي ذا غاية عليه ، ويجوز أن يكون أصله لا يبرح مسيري حتى أبلغ على أن حتى أبلغ هو الخبر ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، فانقلب الضمير والفعل وأن يكون
لا أبرح هو بمعنى لا أزول عما أنا عليه من السير والطلب ولا أفارقه فلا يستدعي الخبر ، و
مجمع البحرين ملتقى بحري
فارس والروم مما يلي المشرق وعد لقاء الخضر فيه . وقيل البحران
موسى وخضر عليهما الصلاة والسلام فإن
موسى كان بحر علم الظاهر
والخضر كان بحر علم الباطن .
وقرئ « مجمع » بكسر الميم على الشذوذ من يفعل كالمشرق والمطلع
أو أمضي حقبا أو أسير زمانا طويلا ، والمعنى حتى يقع إما بلوغ المجمع أو مضي الحقب أو حتى أبلغ إلا أن أمضي زمانا أتيقن معه فوات المجمع ، والحقب الدهر وقيل ثمانون سنة وقيل سبعون .
روي : أن
موسى عليه الصلاة والسلام خطب الناس بعد هلاك القبط ودخوله
مصر خطبة بليغة فأعجب بها فقيل له : هل تعلم أحدا أعلم منك فقال : لا ، فأوحى الله إليه بل أعلم منك عبدنا
الخضر وهو
بمجمع البحرين ، وكان
الخضر في أيام
أفريدون وكان على مقدمة
ذي القرنين الأكبر وبقي إلى أيام
موسى .
وقيل إن
موسى عليه السلام سأل ربه أي عبادك أحب إليك قال الذي يذكرني ولا ينساني ، قال فأي عبادك أقضى ، قال الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى ، قال فأي عبادك أعلم قال الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى ، فقال إن كان في عبادك أعلم مني فادللني عليه ، قال أعلم منك
الخضر قال : أين أطلبه ، قال على الساحل عند الصخرة ، قال كيف لي به قال تأخذ حوتا في مكتل فحيث فقدته فهو هناك ، فقال لفتاه إذا فقدت الحوت فأخبرني فذهبا يمشيان .