ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا
(
ونسوق المجرمين ) كما تساق البهائم . (
إلى جهنم وردا ) عطاشا فإن من يرد الماء لا يرده إلا لعطش ، أو كالدواب التي ترد الماء .
(
لا يملكون الشفاعة ) الضمير فيها للعباد المدلول عليها بذكر القسمين وهو الناصب لليوم . (
إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ) إلا من تحلى بما يستعد به ويستأهل أن يشفع للعصاة من الإيمان والعمل الصالح على ما وعد الله تعالى ، أو إلا من اتخذ من الله إذنا فيها كقوله تعالى : (
لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ) من قولهم : عهد الأمير إلى فلان بكذا إذا أمره به ، ومحله الرفع على البدل من الضمير أو النصب على تقدير مضاف أي إلا شفاعة من اتخذ ، أو على الاستثناء . وقيل الضمير للمجرمين والمعنى : لا يملكون الشفاعة فيهم إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا يستعد به أن يشفع له بالإسلام .