قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
(
قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري ) لما أمره الله بخطب عظيم وأمر جسيم سأله أن يشرح صدره ويفسح قلبه لتحمل أعبائه والصبر على مشاقه ، والتلقي لما ينزل عليه ويسهل الأمر له بإحداث الأسباب ورفع الموانع ، وفائدة لي إبهام المشروح والميسر أولا ، ثم رفعه بذكر الصدر والأمر تأكيدا ومبالغة .
(
واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ) فإنما يحسن التبليغ من البليغ وكان في لسانه رتة من جمرة أدخلها فاه ، وذلك أن
فرعون حمله يوما فأخذ بلحيته ونتفها ، فغضب وأمر بقتله فقالت
آسية : إنه صبي لا يفرق بين الجمر والياقوت ، فأحضرا بين يديه فأخذ الجمرة ووضعها في فيه . ولعل تبييض يده كان لذلك .
وقيل احترقت يده فاجتهد
فرعون في علاجها فلم تبرأ ، ثم لما دعاه قال إلى أي رب تدعوني قال إلى الذي أبرأ يدي وقد عجزت عنه . واختلف في زوال العقدة بكمالها فمن قال به تمسك بقوله (
قد أوتيت سؤلك يا موسى ) ومن لم يقل احتج بقوله (
هو أفصح مني لسانا ) وقوله (
ولا يكاد يبين ) وأجاب عن الأول بأنه لم يسأل حل عقدة لسانه مطلقا بل عقدة تمنع الإفهام ولذلك نكرها وجعل يفقهوا جواب الأمر ، ومن لساني يحتمل أن يكون صفة عقدة وأن يكون صلة احلل .