[ ص: 45 ] ( 21 سورة الأنبياء مكية وآيها مائة واثنتا عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون
(
اقترب للناس حسابهم ) بالإضافة إلى ما مضى أو عند الله لقوله تعالى : (
إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ) وقوله (
ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) أو لأن كل ما هو آت قريب وإنما البعيد ما انقرض ومضى ، واللام صلة لـ (
اقترب ) أو تأكيد للإضافة وأصله اقترب حساب الناس ثم اقترب للناس الحساب ثم اقترب للناس حسابهم ، وخص الناس بالكفار لتقييدهم بقوله : (
وهم في غفلة ) أي في غفلة عن الحساب . (
معرضون ) عن التفكر فيه وهما خبران للضمير ، ويجوز أن يكون الظرف حالا من المستكن في (
معرضون ) .
(
ما يأتيهم من ذكر ) ينبههم عن سنة الغفلة والجهالة . (
من ربهم ) صفة لـ (
ذكر ) أو صلة لـ (
يأتيهم ) . (
محدث ) تنزيله ليكرر على أسماعهم التنبيه كي يتعظوا ، وقرئ بالرفع حملا على المحل . (
إلا استمعوه وهم يلعبون ) يستهزئون به ويستسخرون منه لتناهي غفلتهم وفرط إعراضهم عن النظر في الأمور والتفكر في العواقب (
وهم يلعبون ) حال من الواو وكذلك :