ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين
(
ولقد آتينا إبراهيم رشده ) الاهتداء لوجوه الصلاح وإضافته ليدل على أنه رشد مثله وأن له شأنا .
وقرئ ( رشده ) وهو لغة . (
من قبل ) من قبل
موسى وهارون أو
محمد عليه الصلاة والسلام . وقيل من قبل استنبائه أو بلوغه حيث قال : (
إني وجهت ) (
وكنا به عالمين ) علمنا أنه أهل لما آتيناه ، أو جامع لمحاسن الأوصاف ومكارم الخصال وفيه إشارة إلى أن فعله سبحانه وتعالى باختيار وحكمة وأنه عالم بالجزئيات .
(
إذ قال لأبيه وقومه ) متعلق بـ ( آتينا ) أو بـ ( رشده ) أو بمحذوف : أي اذكر من أوقات رشده وقت قوله : (
ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ) تحقير لشأنها وتوبيخ على إجلالها ، فإن التمثال صورة لا روح فيها لا يضر ولا ينفع ، واللام للاختصاص لا للتعدية فإن تعدية العكوف بعلى . والمعنى أنتم فاعلون العكوف لها ويجوز أن يؤول بعلى أو يضمن العكوف معنى العبادة .
[ ص: 54 ]
(
قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين ) فقلدناهم وهو جواب عما لزم الاستفهام من السؤال عما اقتضى عبادتها وحملهم عليها .