ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين [ ص: 58 ]
(
ولسليمان ) وسخرنا له ولعل اللام فيه دون الأول لأن الخارق فيه عائد إلى
سليمان نافع له ، وفي الأول أمر يظهر في الجبال والطير مع
داود وبالإضافة إليه . (
الريح عاصفة ) شديدة الهبوب من حيث إنها تبعد بكرسيه في مدة يسيرة كما قال تعالى : (
غدوها شهر ورواحها شهر ) وكانت رخاء في نفسها طيبة . وقيل كانت رخاء تارة وعاصفة أخرى حسب إرادته . (
تجري بأمره ) بمشيئته حال ثانية أو بدل من الأولى أو حال من ضميرها . (
إلى الأرض التي باركنا فيها ) إلى الشام رواحا بعد ما سارت به منه بكرة . (
وكنا بكل شيء عالمين ) فنجريه على ما تقتضيه الحكمة .
(
ومن الشياطين من يغوصون له ) في البحار ويخرجون نفائسها ، و ( من ) عطف على ( الريح ) أو مبتدأ خبره ما قبله وهي نكرة موصوفة . (
ويعملون عملا دون ذلك ) ويتجاوزون ذلك إلى أعمال أخر كبناء المدن والقصور واختراع الصنائع الغريبة كقوله تعالى : (
يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل ) . (
وكنا لهم حافظين ) أن يزيغوا عن أمره أو يفسدوا على ما هو مقتضى جبلتهم .