وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين
(
وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر ) بأني مسني الضر ، وقرئ بالكسر على إضمار القول أو تضمين النداء معناه والضر بالفتح شائع في كل ضرر ، وبالضم خاص بما في النفس كمرض وهزال . (
وأنت أرحم الراحمين ) وصف ربه بغاية الرحمة بعد ما ذكر نفسه بما يوجبها واكتفى بذلك عن عرض المطلوب لطفا في السؤال ، وكان روميا من ولد
عيص بن إسحاق استنبأه الله وكثر أهله وماله فابتلاه الله بهلاك أولاده بهدم بيت عليهم وذهاب أمواله ، والمرض في بدنه ثماني عشرة سنة أو ثلاث عشرة سنة أو سبعا وسبعة أشهر وسبع ساعات .
روي
أن امرأته ماخير بنت ميشا بن يوسف ، أو رحمة بنت افراثيم بن يوسف قالت له يوما : لو دعوت الله فقال : كم كانت مدة الرخاء فقالت ثمانين سنة فقال : أستحيي من الله أن أدعوه وما بلغت مدة بلائي مدة رخائي .
(
فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ) بالشفاء من مرضه . (
وآتيناه أهله ومثلهم معهم ) بأن ولد له ضعف ما كان أو أحيي ولده وولد له منهم نوافل . (
رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ) رحمة على
أيوب وتذكرة لغيره من العابدين ليصبروا كما صبر فيثابوا كما أثيب ، أو لرحمتنا للعابدين فإنا نذكرهم بالإحسان ولا ننساهم .