إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون [ ص: 61 ]
(
إنكم وما تعبدون من دون الله ) يحتمل الأوثان وإبليس وأعوانه لأنهم بطاعتهم لهم في حكم عبدتهم ، لما روي أنه عليه الصلاة والسلام لما تلا الآية على المشركين قال له
ابن الزبعري : قد خصمتك ورب
الكعبة أليس اليهود عبدوا
عزيرا والنصارى عبدوا
المسيح وبنو مليح عبدوا الملائكة ، فقال صلى الله عليه وسلم :
«بل هم عبدوا الشياطين التي أمرتهم بذلك » فأنزل الله تعالى : (
إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ) الآية .
وعلى هذا يعم الخطاب ويكون ( ما ) مؤولا بـ ( من ) أو بما يعمه ، ويدل عليه ما روي أن
ابن الزبعري قال : هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عبد من دون الله فقال صلى الله عليه وسلم
«بل لكل من عبد من دون الله » .
ويكون قوله (
إن الذين ) بيانا للتجوز أو التخصيص تأخر عن الخطاب . (
حصب جهنم ) ما يرمى به إليها وتهيج به من حصبه بحصبه إذا رماه بالحصباء وقرئ بسكون الصاد وصفا بالمصدر . (
أنتم لها واردون ) استئناف أو بدل من (
حصب جهنم ) واللام معوضة من على للاختصاص والدلالة على أن ورودهم لأجلها .