لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين
(
لن ينال الله ) لن يصيب رضاه ولن يقع منه موقع القبول . (
لحومها ) المتصدق بها . (
ولا دماؤها ) المهراقة بالنحر من حيث إنها لحوم ودماء . (
ولكن يناله التقوى منكم ) ولكن يصيبه ما يصحبه من تقوى قلوبكم التي تدعوكم إلى تعظيم أمره تعالى والتقرب إليه والإخلاص له ، وقيل كان أهل الجاهلية إذا ذبحوا القرابين لطخوا
الكعبة بدمائها قربة إلى الله تعالى فهم به المسلمون فنزلت . (
كذلك سخرها لكم ) كرره تذكيرا للنعمة وتعليلا له بقوله : (
لتكبروا الله ) أي لتعرفوا عظمته باقتداره على ما لا يقدر عليه غيره فتوحدوه بالكبرياء . وقيل هو التكبير عند الإحلال أو الذبح . (
على ما هداكم ) أرشدكم إلى طريق تسخيرها وكيفية التقرب بها ، و ( ما ) تحتمل المصدرية والخبرية و ( على ) متعلقة بـ ( لتكبروا ) لتضمنه معنى الشكر . (
وبشر المحسنين ) المخلصين فيما يأتونه ويذرونه .