وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون
(
وأنزلنا من السماء ماء بقدر ) بتقدير يكثر نفعه ويقل ضرره ، أو بمقدار ما علمنا من صلاحهم .
(
فأسكناه ) فجعلناه ثابتا مستقرا . (
في الأرض وإنا على ذهاب به ) على إزالته بالإفساد أو التصعيد أو التعميق بحيث يتعذر استنباطه . (
لقادرون ) كما كنا قادرين على إنزاله ، وفي تنكير ( ذهاب ) إيماء إلى كثرة طرقه ومبالغة في الإيعاد به ولذلك جعل أبلغ من قوله : (
قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) .
(
فأنشأنا لكم به ) بالماء . (
جنات من نخيل وأعناب لكم فيها ) في الجنات . (
فواكه كثيرة ) تتفكهون بها . (
ومنها ) ومن الجنات ثمارها وزروعها . (
تأكلون ) تغذيا أو ترتزقون وتحصلون معايشكم من قولهم :
فلان يأكل من حرفته ، ويجوز أن يكون الضميران للـ ( نخيل ) والـ ( أعناب ) أي لكم في ثمراتها أنواع من الفواكه الرطب والعنب والتمر والزبيب والعصير والدبس وغير ذلك وطعام تأكلونه .