والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب
(
والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ) والذين كفروا حالهم على ضد ذلك فإن أعمالهم التي يحسبونها صالحة نافعة عند الله يجدونها لاغية مخيبة في العاقبة كالسراب ، وهو ما يرى في الفلاة من لمعان الشمس عليها وقت الظهيرة فيظن أنه ماء يسرب أي يجري ، والقيعة بمعنى القاع وهو الأرض الخالية عن النبات وغيره المستوية ، وقيل جمعه كجار وجيرة وقرئ «بقيعات » كديمات في ديمة . (
يحسبه الظمآن ماء ) أي العطشان وتخصيصه لتشبيه الكافر به في شدة الخيبة عند مسيس الحاجة . (
حتى إذا جاءه ) جاء ما توهمه ماء أو موضعه . (
لم يجده شيئا ) مما ظنه . (
ووجد الله عنده ) عقابه أو زبانيته أو وجده محاسبا إياه . (
فوفاه حسابه ) استعراضا أو مجازاة . (
والله سريع الحساب ) لا يشغله حساب عن حساب .
روي أنها نزلت في
عتبة بن ربيعة بن أمية تعبد في الجاهلية والتمس الدين فلما جاء الإسلام كفر .