ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير
(
ألم تر ) ألم تعلم علما يشبه المشاهدة في اليقين والوثاقة بالوحي أو الاستدلال . (
أن الله يسبح له من في السماوات والأرض ) ينزه ذاته عن كل نقص وآفة أهل السموات والأرض ، و ( من ) لتغليب العقلاء أو الملائكة والثقلان بما يدل عليه من مقال أو دلالة حال . (
والطير ) على الأول تخصيص لما فيها من الصنع الظاهر والدليل الباهر ولذلك قيدها بقوله : (
صافات ) فإن إعطاء الأجرام الثقيلة ما به تقوى على الوقوف في الجو باسطة أجنحتها بما فيها من القبض والبسط حجة قاطعة على كمال قدرة الصانع تعالى ولطف تدبيره .
(
كل ) كل واحد مما ذكر أو من الطير . (
قد علم صلاته وتسبيحه ) أي قد علم الله دعاءه وتنزيهه اختيارا أو طبعا لقوله : (
والله عليم بما يفعلون ) أو علم كل على تشبيه حاله في الدلالة على الحق والميل إلى النفع على وجه يخصه بحال من علم ذلك مع أنه لا يبعد أن يلهم الله تعالى الطير دعاء وتسبيحا كما ألهمها علوما دقيقة في أسباب تعيشها لا تكاد تهتدي إليها العقلاء . (
ولله ملك السماوات والأرض ) فإنه الخالق لهما وما فيهما من الذوات والصفات والأفعال من حيث إنها ممكنة واجبة الانتهاء إلى الواجب . (
وإلى الله المصير ) مرجع الجميع .