وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا
(
وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا ) ما يتخذونك إلا موضع هزء أو مهزوءا به . (
أهذا الذي بعث الله رسولا ) محكي بعد قول مضمر والإشارة للاستحقار ، وإخراج (
بعث الله رسولا ) في معرض التسليم يجعله صلة وهم على غاية الإنكار تهكم واستهزاء ولولاه لقالوا أهذا الذي زعم أنه بعثه الله رسولا .
(
إن ) إنه (
كاد ليضلنا عن آلهتنا ) ليصرفنا عن عبادتها بفرط اجتهاده في الدعاء إلى التوحيد وكثرة ما يوردها مما يسبق إلى الذهن بأنها حجج ومعجزات . (
لولا أن صبرنا عليها ) ثبتنا عليها واستمسكنا بعبادتها و ( لولا ) في مثله تقيد الحكم المطلق من حيث المعنى دون اللفظ . (
وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ) كالجواب لقولهم (
إن كاد ليضلنا ) فإنه يفيد نفي ما يلزمه ويكون الموجب له ، وفيه وعيد ودلالة على أنه لا يهملهم وإن أمهلهم .